تركيا ومسؤولية خطف اللبنانيين.
د.نسيب حطيط
تحتضن تركيا المعارضة السورية التي خطفت الزوار اللبنانيين ، وتتبرأ من الخطف وتتقاعس عن الضغط أو تحرير المخطوفين في جريمة إرهابية موصوفة تكشف عورة ما يسمى الثورة السورية.
لقد إختطفت المعارضة السورية الزوار اللبنانيين لإستفزاز أهاليهم وقواهم السياسية لردة فعل ضد الأخوة السوريين عمالا ونازحين في إطار الفتنة المذهبية، ولدفع السوريين واللبنانيين رغما عنهم للإقتتال والخطف المتبادل لتوظيف النازحين السوريين كقوة مقاتلة لجانب14أذار والمستقبل تضاف إلى قوة حماس وبعض القوى الفلسطينية كما حصل في سوريا ضد النظام.
يراوغ الأتراك ويعلنون عدم معرفتهم بالمخطوفين أو خاطفيهم ويستهزىء السفير التركي في لبنان بعقولنا جميعا عندما يصرح بأن الخاطفين ليسوا من المعارضة السورية ،وهذا التصريح يوحي بالتفسير التالي:
- إما أن الخاطفين أكبر من المعارضة السورية ولا تستطيع المعارضة وتركيا التصدي لهم أو تحرير الخاطفين.
- إما أن الخاطفين هم من الأتراك وليسوا من المعارضة السورية أو من بعض الدول العربية التي ترعى وتمول وتسلح المعارضين السوريين.
لقد نقل المدعو ( أبو إبراهيم)رئيس جمهورية ( أعزاز)إلى تركيا وقال أحد المخطوفين أنهم كانوا محتجزين على بعد أمتار من الحدود التركية، ونحن نعرف أن االمخابرات التركية تقودالمعارك مع المعارضين ضد النظام أي أنهم توغلوا في الأراضي السورية وتجاوزوا جمهورية(أعزاز).
عندما سقطت ورقة الفتنة من بوابة خطف الزوار وألتزم الشارع الصبر على الأذى تم خطف أحد أبناء آل المقداد وتفلت الوضع وتم إعادة ضبطه، ولكن أعتقل آل المقداد وأطلق سراح المخطوفين الأتراك والسوريين ولا يزال حسين المقداد مخطوفا لدى المعارضة السورية،وتم إحداث الشرخ بين عشيرة المقداد والثنائية الشيعسة(حركة أمل وحزب الله).
بعدها خطف حسين كامل جعفر في عرسال ، وخطفت عشيرة آل جعفر عددا من أهالي عرسال ولا زال المخطوفين من كلا الطرفين ولم يفرج عنهم والتوتر سيد الموقف وشعر آل جعفر بأنهم متروكين فلجأوا إلى رئيس الجمهورية وإلى الشيخ داعي الشهال مع العتب على الثنائية الشيعية!
إذن الخطف للشيعة في سوريا يؤتي ثماره، فالخطة التركية -القطرية تنجح ،فإن قام الشيعة اللبنانييون بردة فعل كان ذلك نجاحا للمشروع الفئوي وإرباك المقاومة ،وإذا صبر الشيعة على الخطف تخلخلت العلاقات بين العشائر والجمهور من جهة وبين الثنائية الشيعية من جهة أخرى وكلا الأمرين نجاح للفتنة وخسارة للقوى المقاومة.
والسؤال المطروح هل ينضبط الشارع إلا ما لا نهاية ؟
ماذا لو تمرد الأهالي على القرار السياسي وتصرفوا بإنفعال وفوضوية ؟
ماذا لو أستغلت بعض أجهزة المخابرات وقامت ببعض أعمال القتل والخطف ضد السوريين وألصقتها باللبنانين وأشعلت الفتنة؟
صحيح أن الوعي والصبر مطلوبان لكن المطلوب أيضا عدم ترك القضية ،وعلى القوى السياسية خاصة الثنائية الشيعية أن تتحرك بشكل أكثر حسما ضد الدولة التركية ومصالحها لحسم هذا الملف إنسانيا وأمنيا.
نداؤنا إلى أهالي المخطوفين بأن يتحركوا ضد الرأس المخطط(تركيا)وليس بمواجهة الأخوة السوريين المستضعفين الذين هم ضحايا مثلنا وعلى السلطات التركية تحمل المسؤولية ، وأن لا تستهزئ بعقولنا عبر تصريحات سفيرها في لبنان،وعشرة أشهر تكفي للصبر والمفاوضات والحوارات فلنحسم القضية وليتحمل الأتراك مسؤوليتهم وللأهالي حق الدفاع عن النفس وعن أبائهم وأزواجهم المخطوفين في إعزاز.
لا تأخذوا ثأركم من النازحين أو العمال السوريين المظلوميين بل من المعارضين الذين يجولون في لبنان وكذلك من رعاتهم الأتراك(فلا تزر وازرة وزرة أخرى).،ولا تغرقوا في الفتنة التي يريدونها لنا وللسوريين.
على القوى السياسية والأجهزة الأمنية التحرك السريع لإنهاء القضية وأن لا تضغط على الأهالي بحجة حفظ هيبة لبنان بل أن تضغط على الخاطفين ورعاتهم لحفظ هيبة الدولة اللبنانية وحفظ مواطنها المخطوفين في كل مكان.
بيروت في 8/3/2013 سياسي لبن